في الصباح الباكر يحمل السائق (الغريب) فلذات اكبادنا وفي اطار من الثقة ـ الغفلة ـ يمضي بهم إلى مدارسهم.. لا.. بل إلى مصير غريب دفعناهم نحن إليه بملء ارداتنا وقمنا بتمويل هذا المصير من جيوبنا كأننا نسأل هؤلاء الغرباء ان يفعلوا بهم المزيد طالما تحملوا هم مسؤوليتنا نحن..
بكل الألم نورد هنا قصصا مغمسة بالذل والعار نضعها حية نابضة أمام عيون آباء وأمهات مازالوا يضعون ثقتهم في سائق يغتال دون علمهم براءة أطفالهم.. أو خادمة تسخر في غيابهم من كل قيمة إنسانية في التعامل مع أولادهم..مازلت لا أصدق
[ أم مشاري.. سيدة مرت بتجربة قاسية مريرة مع سائق مجرد من الإنسانية اغتال بمنتهى البساطة براءة صغيرها وتسبب في قتله.. قبلت ان تتحدث معنا بدافع من أمومتها الجريحة وحتى تقدم للأمهات درسا قد ينقذ اطفالا آخرين
تقول ام مشاري: "حتى هذه اللحظة لا أصدق بأن ما حدث لصغيري قد حدث بالفعل رغم مرور ثلاث سنوات على تلك الواقعة إلا انها خلفت في قلبي جرحا لا يبرأ كان ابني أحمد آنذاك بسنوات عمره الاربع يرافق السائق إلى مدرسته الخاصة صباح كل يوم.. واستغل السائق تعلق ولدي به وكأنه والده وقام بالاعتداء المتكرر عليه
بدأ ولدي يشكو ضعفا جسديا ولم تعد به رغبة في الطعام وتطور الأمر معه لرفض الذهاب إلى المدرسة حتى انني كنت الجأ أحيانا إلى ضربه لكي يذهب إلى المدرسة..
يتهدج صوت أم مشاري وتكمل بصوت مخنوق بالعبرة.. ذات يوم هاتفوني من مدرسته.. قالوا بأن ولدي قد أغمى عليه.. اسرعت بالذهاب إليه نقلته للمستشفى وهناك بقي أسبوعا واحدا ثم مات..
تبكي أم مشاري وهي تنهي بتلك العبارة الرهيبة وتكمل: قالوا لي ان السبب في موته تعرضه للاغتصاب..
ورغم أن السائق قد نال جزاءه لكن أحمد لن يعود